وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ كافرين بحضرت رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مي گفتند تو پيمبر مرسل نيستى تو در جواب آنان بگو خدا كافى است كه بين من و شما حكم نمايد و شاهد صدق رسالت من باشد شايد مقصود اين باشد كه اگر من بدروغ نسبت رسالت خود را بخدا مي دادم در مورد عذاب او واقع مي گرديدم و مرا رسوا مي نمود كه مردم در اشتباه نيفتند.وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (سخنان مفسرين در توجيه آيه) 1- (وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) مقصود خدا است. 2- مقصود مؤمنين اهل كتابند از آنان است عبد اللّه بن سلام و سلمان فارسى تميم دارى. (ابن عباس و قتاده و مجاهد و جبائى) و جماعت اول منكر اين قول گرديدند زيرا كه سوره مكى است و اينها بعد از هجرت ايمان آوردند. ….. «وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا» لك يا محمد «لَسْتَ مُرْسَلًا» من جهة الله تعالى إلينا «قُلْ» لهم «كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ» أي كفى الله شاهدا بيني و بينكم بما أظهر من الآيات و أبان من الدلالات على نبوتي «وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» قيل فيه أقوال (أحدها) أن من عنده علم الكتاب هو الله عن الحسن و الضحاك و سعيد بن جبير و اختاره الزجاج قال و يدل عليه قراءة من قرأ و من عنده علم الكتاب (و الثاني) إن المراد به مؤمنوا أهل الكتاب منهم عبد الله بن سلام و سلمان الفارسي و تميم الداري عن ابن عباس و قتادة و مجاهد و اختاره الجبائي و أنكر الأولون هذا القول بأن قالوا السورة مكية و هؤلاء أسلموا بعد الهجرة (و الثالث) ……. …. وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا و مي گويند آنان كه ناگرويدگانند از مشركان مكه يا رؤساى يهود كه تو كه محمدى لَسْتَ مُرْسَلًا نيستى فرستاده شده از نزد خدا بنبوت و دعوت قُلْ كَفى بِاللَّهِ بگو خداى تعالى پسنديده و كافيست شَهِيداً در حالتى كه گواه باشد بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ ميان من و شما بآنكه من پيغمبر اويم الآية خاتمة السورة و تعطف الكلام على ما في مفتتحها من قوله: «وَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ» و هي كرة ثالثة على منكري حقية كتاب الله يستشهد فيها بأن الله يشهد على الرسالة و من حصل له العلم بهذا الكتاب يشهد بها. في اللفظ الأول و إلا لبطلت أحكام الألفاظ. بعض الكلام المرتبط الأجزاء إلى أمد غير محدود. وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» استيفاء لهذا الغرض الواجب الذي لا يتم البيان دونه و هذا من أحسن الشواهد على ما تقدم أن الآية كسائر السورة مكية. رسول الله ص عن قول الله جل ثناؤه: «قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ» قال: ذاك وصي أخي سليمان بن داود فقلت له: يا رسول الله فقول الله: «قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» قال ذاك أخي علي بن أبي طالب.6-مخزن العرفان در تفسير قرآن
(حسن و ضحاك و سعيد بن جبير)
3- مقصود امير المؤمنين على بن ابى طالب و ائمه هدى عليهم السلامند.
(ابى جعفر و ابى عبد اللّه عليهما السلام) و بريد بن معاويه از ابى عبد اللّه چنين نقل مي كند كه فرمود آيه ما را قصد فرموده و على عليه السّلام اول ما و افضل ما و بهتر از ما است بعد از نبى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و نيز عبد اللّه بن كثير از ابى عبد اللّه (ع) چنين روايت مي كند كه دست بر سينه خود گذارد و فرمود و اللّه تمام علم كتاب نزد ما است، و تأييد مي كند اين روايت را اينكه شعبى گفته احدى نيست كه بعد از حضرت رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عالمتر باشد بكتاب اللّه از على بن أبي طالب عليه السّلام و اولاد او، و عاصم بن ابى نجود از ابى عبد الرحمن سلمى روايت كرده كه گفته نديدم كسى را كه از على بن أبي طالب (ع) در قرآن اقرء باشد، و نيز از عبد اللّه بن مسعود است كه گفته اگر مي دانستم كه احدى از من داناتر است بكتاب خدا مي رفتم نزد او يعنى از او هم ياد مي گرفتم، راوى باو گفت پس على عليه السّلام چه شد، ابن مسعود گفت مگر من نرفتم از على (ع) ياد بگيرم.
و قمى از صادق (ع) روايت مي كند (كه فرمود: و من عنده علم الكتاب، او امير المؤمنين (ع) است) و سؤال شد كه آن كسيكه نزد او علمى است از كتاب عالمتر است يا آن كسيكه نزد او است علم كتاب (يعنى عالم بتمام كتاب است) گفت نمى باشد آن كسي كه نزد او علمى از كتاب است مگر بقدر آنكه پشه از آب دريا ببال خود مي گيرد، و امير المؤمنين (ع) فرمود آگاه باشيد كه آن علمى كه با آدم از آسمان بزمين هبوط نمود و آنچه بآن انبياء فضيلت يافتند نزد خاتم النبيين است و آن در عترت خاتم النبيين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم است.
7-مجمع البيان فى تفسير القرآن
إن المراد به علي بن أبي طالب و أئمة الهدى (ع) عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع)
و روي عن بريد بن معاوية عن أبي عبد الله أنه قال إيانا عنى و علي أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي ص
و روى عنه عبد الله بن كثير أنه وضع يده على صدره ثم قال عندنا و الله علم الكتاب كملا
و يؤيد ذلك ما روي عن الشعبي أنه قال ما أحد أعلم بكتاب الله بعد النبي من علي بن أبي طالب (ع) و من الصالحين من أولاده و روي عن عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي قال ما رأيت أحدا أقرأ من علي بن أبي طالب (ع) للقرآن و روى أبو عبد الرحمن أيضا عن عبد الله بن مسعود قال لو كنت أعلم أن أحدا أعلم بكتاب الله مني لأتيته قال فقلت له فعلي و قال أ و لم آته.8-ترجمه مجمع البيان فى تفسير القرآن
وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا: مردم كافر، بتو مى گويند كه تو از جانب خداوند فرستاده نشده اى.
قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ: بگو: شهادت خداوند در باره صدق ادعاى من كافى است، زيرا براى اثبات نبوت من آيات و دلائلى قرار داده است كه براى اهل انصاف و خرد، كمترين ترديدى باقى نمى ماند.
وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ: در باره اين جمله اقوالى است:
1- حسن و ضحاك و سعيد بن جبير و زجاج گويند: مقصود از كسى كه: علم كتاب پيش اوست، خداوند است. مؤيد آن قرائت «مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» است.
2- ابن عباس و قتاده و مجاهد و جبائى گويند: مقصود مؤمنان اهل كتاب، از قبيل عبد اللَّه سلام و سلمان فارسى و تميم دارى است. دسته اول، اين قول را نپذيرفته، گويند:
اين سوره، مكى است و اينها بعد از هجرت، مسلمان شده اند.
3- از امام باقر و امام صادق (ع) نقل شده كه منظور على (ع) و ساير ائمه است.
بريد بن معاويه از امام صادق (ع) نقل كرده است كه فرمود: «خداوند ما را قصد كرده است. اول و افضل و برگزيده تر ما بعد از پيامبر، على (ع) است». عبد اللَّه بن كثير روايت كرده است كه آن بزرگوار دست بر سينه گذاشت و فرمود: «بخدا علم كتاب بطور كامل، پيش ماست» مؤيد آن، روايت است از شعبى كه گفت: بعد از پيامبر گرامى اسلام، احدى به كتاب خدا عالمتر از على و اولاد صالحش نيستند. عاصم بن ابى النجود از ابى عبد الرحمن سلمى نقل كرده است كه گفت: احدى نديدم كه قرآن را بهتر از على بن ابى طالب قرائت كند. ابو عبد الرحمن نيز از عبد اللَّه مسعود نقل كرده است كه مى گفت:اگر كسى بقرآن عالمتر از من بود، به او مراجعه مى كردم. گفتند: على چطور؟ پاسخ داد: مگر من به على مراجعه و از او استفاده نكرده ام؟9-تفسير منهج الصادقين فى الزام المخالفين
بشما كه او اظهار معجزات نمود بر دست من براى تصديق دعوى من وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ و ديگر كسى كه نزديك او است علم كتاب يعنى لوح محفوظ كه نزد جبرئيل است كه وحى از لوح فرا مي گيرد يا علم قرآن و آن نزد مؤمنانست و يا علم تورية كه نزد ابن سلامست و اصحاب او و در زاد المسير گفته كه (من عنده ام الكتاب) على ابن ابى طالب (ع) است و خلف از عطيه عوفى و او از ابى سعيد خدرى روايت كرده كه او گفت من از حضرت رسالت (ص) پرسيدم كه يا رسول اللَّه مرا خبر ده از آنچه خداى تعالى در محكم كتاب خود فرمود كه قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ فرمود كه
ذاك اخى على بن ابى طالب ع
يعنى مراد حقتعالى از (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) على بن ابى طالب (ع) است و ابو معاويه كه يكى از فضلاى اهل سنت است روايت كرده است از اعمش و او از ابى الصلاح كه او گفت مراد از (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) على ابن ابى طالب است زيرا كه او عالم بود بعلم تفسير و تاويل و ناسخ و منسوخ و حلال و حرام و ثعلبى نيز كه يكى از رؤساى اهل سنت است در تفسير كبير خود آورده است كه عبد اللَّه بن سلام از پيغمبر (ص) سؤال كرد كه يا رسول اللَّه مرا خبر كن از تفسير (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) فرمودانما ذلك على بن ابى طالب و از اين احاديث صحيحه واضح گشت كه اينكه بعضى گفته اند كه مراد از آية عبد اللَّه بن سلام است سخنى است ضعيف و كلاميست سخيف و خبر محدث خبلى كه در بعضى از تصانيف او مذكور است موافق روايت ثعلبى است و بيشتر مفسران از قدما و محدثان و اهل علم از مخالفان بر اين قول اند كه مراد حضرت امير المؤمنين است و از ابو جعفر محمد بن على الباقر (ع) نيز مرويست كه راوى خبر گويد كه با ابو جعفر نشسته بودم عبد اللَّه سلام در گوشه نشسته بود آن حضرت را پرسيدم كه مردمان مي گويند كه (من عنده ام الكتاب) اين مرد است فرمودلا بل ذلك على بن ابى طالب
و عبد الرحمن بن كثير روايت كرده كه ابو عبد اللَّه دست بر سينه مبارك خود نهاد و گفت كه عندنا و اللَّه علم الكتاب
و شعبى نيز روايت كرده كه (ما احد اعلم من كتاب اللَّه بعد نبى اللَّه من على بن ابى طالب) و يزيد بن معويه از ابى عبد اللَّه نقل كرده كه على اولنا و افضلنا و خيرنا بعد النبى ص و عاصم بن ابى السجود از عبد الرحمن سلمى روايت كرده كه (ما رايت احدا اقرا من على بن ابى طالب)10-الميزان فى تفسير القرآن
قوله تعالى: «وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا» إلخ بناء الكلام في السورة على إنكارهم حقية الكتاب و عدم عدهم إياه آية إلهية للرسالة و لذا كانوا يقترحون آية غيره كما حكاه الله تعالى في خلال الآيات مرة بعد مرة و أجاب عنه بما يرد عليهم قولهم فكأنهم لما يئسوا مما اقترحوا أنكروا أصل الرسالة لعدم إذعانهم بما أنزل الله من آية و عدم إجابتهم فيما اقترحوه من آية فكانوا يقولون: «لَسْتَ مُرْسَلًا».
فلقن الله نبيه ص الحجة عليهم لرسالته بقوله: «قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» و هو حجة قاطعة و ليس بكلام خطابي و لا إحالة إلى ما لا طريق إلى حصول العلم به.
فقوله: «قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ» استشهاد بالله سبحانه و هو ولي أمر الإرسال و إنما هي شهادة تأدية لا شهادة تحمل فقط فإن أمثال قوله تعالى: «إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» من آيات القرآن و كونه آية معجزة من الله ضروري، و كونه قولا و كلاما له سبحانه ضروري و اشتماله على تصديق الرسالة بدلالة المطابقة المعتمدة على علم ضروري أيضا ضروري، و لا نعني بشهادة التأدية إلا ذلك.
و من فسر شهادته تعالى من المفسرين بأنه تعالى قد أظهر على رسالتي من الأدلة و الحجج ما فيه غنى عن شهادة شاهد آخر ثم قال: و تسمية ذلك شهادة مع أنه فعل و هي قول من المجاز حيث إنه يغني غناها بل هو أقوى منها. انتهى. فقد قصد المطلوب من غير طريقه.
و ذلك أن الأدلة و الحجج الدالة على حقية رسالته (ص) إما القرآن و هو الآية
المعجزة الخالدة، و إما غيره من الخوارق و المعجزات و آيات السورة- كما ترى- لا تجيب الكفار على ما اقترحوه من هذا القسم الثاني و لا معنى حينئذ للاستشهاد بما لم يجابوا عليه، و أما القرآن فمن البين أن الاستناد إليه من جهة أنه معجزة تصدق الرسالة بدلالتها عليها أي كلام له تعالى يشهد بالرسالة، و إذا كان كذلك فما معنى العدول عن كونه كلاما له تعالى يدل على حقية الرسالة أي شهادة لفظية منه تعالى على ذلك بحقيقة معنى الشهادة إلى كونه دليلا فعليا منه عليها سمي مجازا بالشهادة؟.
على أن كون فعله تعالى أقوى دلالة على ذلك من قوله ممنوع.
فقد تحصل أن معنى قوله: «اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ» أن ما وقع في القرآن من تصديق الرسالة شهادة إلهية بذلك.
و أما جعل الشهادة شهادة تحمل ففيه إفساد المعنى من أصله و أي معنى لإرجاع أمر متنازع فيه إلى علم الله و اتخاذ ذلك حجة على الخصم و لا سبيل له إلى ما في علم الله في أمره؟
أ هو كما يقول أو فرية يفتريها على الله؟.
و قوله: «وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» أي و كفى بمن عنده علم الكتاب شهيدا بيني و بينكم، و قد ذكر بعضهم أن المراد بالكتاب اللوح المحفوظ و يتعين على هذا أن يكون المراد بالموصول هو الله سبحانه فكأنه قيل: كفى بالله الذي عنده علم الكتاب شهيدا «إلخ».
و فيه أولا أنه خلاف ظاهر العطف، و ثانيا أنه من عطف الذات مع صفته إلى نفس الذات و هو قبيح غير جائز في الفصيح و لذلك ترى الزمخشري لما نقل في الكشاف، هذا القول عن الحسن بقوله: و عن الحسن: «لا و الله ما يعني إلا الله» قال بعده: و المعنى كفى بالذي يستحق العبادة و بالذي لا يعلم علم ما في اللوح إلا هو شهيدا بيني و بينكم. انتهى فاحتال إلى تصحيحه بتبديل لفظة الجلالة «بِاللَّهِ» من «الذي يستحق العبادة» و تبديل «مَنْ» من «الذي» ليعود المعطوف و المعطوف عليه وصفين فيكون في معنى عطف أحد وصفي الذات على الآخر و إناطة الحكم بالذات بما له من الوصفين كدخالتهما فيه فافهم ذلك.
لكن من المعلوم أن تبديل لفظ من لفظ يستقيم إفادته لمعنى لا يوجب استقامة ذلك
على أن التأمل فيما تقدم في معنى هذه الشهادة و أن المراد به تصديق القرآن لرسالة النبي ص يعطي أن وضع لفظة الجلالة في هذا الموضع لا للتلميح إلى معناه الوصفي بل لإسناده الشهادة إلى الذات المقدسة المستجمعة لجميع صفات الكمال لأن شهادته أكبر الشهادات قال سبحانه: «قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ».
و ذكر آخرون: أن المراد بالكتاب التوراة و الإنجيل أو خصوص التوراة و المعنى و كفى بعلماء الكتاب شهداء بيني و بينكم لأنهم يعلمون بما بشر الله به الأنبياء في و يقرءون نعتي في الكتاب.
و فيه أن الذي أخذ في الآية هو الشهادة دون مجرد العلم، و السورة مكية و لم يؤمن أحد من علماء أهل الكتاب يومئذ كما قيل و لا شهد للرسالة بشيء فلا معنى للاحتجاج بالاستناد إلى شهادة لم يقم بها أحد بعد.
و قيل: المراد القوم الذين أسلموا من علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام و تميم الداري و الجارود و سلمان الفارسي، و قيل هو عبد الله بن سلام، و رد بأن السورة مكية و هؤلاء إنما أسلموا بالمدينة.
و للقائلين بأنه عبد الله بن سلام جهد بليغ في الدفاع عنه فقال بعضهم: إن مكية السورة لا تنافي كون بعض آياتها مدنية فلم لا يجوز أن تكون هذه الآية مدنية مع كون السورة مكية.
و فيه أولا: أن مجرد الجواز لا يثبت ذلك ما لم يكن هناك نقل صحيح قابل للتعويل عليه. على أن الجمهور نصوا على أنها مكية كما نقل عن البحر.
و ثانيا: أن ذلك إنما هو في بعض الآيات الموضوعة في خلال آيات السور النازلة و أما في مثل هذه الآية التي هي ختام ناظرة إلى ما افتتحت به السورة فلا إذ لا معنى لإرجاء
و قال بعضهم: إن كون الآية مكية لا ينافي أن يكون الكلام إخبارا عما سيشهد به.
و فيه أن ذلك يوجب رداءة الحجة و سقوطها فأي معنى لأن يحتج على قوم يقولون:
«لَسْتَ مُرْسَلًا» فيقال: صدقوا به اليوم لأن بعض علماء أهل الكتاب سوف يشهدون به.
و قال بعضهم: إن هذه الشهادة شهادة تحمل لا يستلزم إيمان الشهيد حين الشهادة فيجوز أن تكون الآية مكية و المراد بها عبد الله بن سلام أو غيره من علماء اليهود و النصارى و إن لم يؤمنوا حين نزول الآية.
و فيه أن المعنى حينئذ يعود إلى الاحتجاج بعلم علماء أهل الكتاب و إن لم يعترفوا به و لم يؤمنوا، و لو كان كذلك لكان المتعين أن يستشهد بعلم الذين كفروا أنفسهم فإن الحجة كانت قد تمت عليهم بكون القرآن كلام الله و لا يكون ذلك إلا عن علمهم به فما الموجب للعدول عنهم إلى غيرهم و هم مشتركون في الكفر بالرسالة و نفيها على أنه تقدم أن الشهادة في الآية ليست إلا شهادة أداء دون التحمل.
و قال بعضهم:- و هو ابن تيمية و قد أغرب- أن الآية مدنية بالاتفاق. و هو كما ترى.
و ذكر بعضهم: أن المراد بالكتاب القرآن الكريم، و المعنى أن من تحمل هذا الكتاب و تحقق بعلمه و اختص به فإنه يشهد على أنه من عند الله و أني مرسل به فيعود مختتم السورة إلى مفتتحها من قوله: «تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ» و ينعطف آخرها على أولها و على ما في أواسطها من قوله: «أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ».
و هذا في الحقيقة انتصار و تأييد منه تعالى لكتابه قبال ما أزرى به و استهانه الذين كفروا حيث قالوا: «لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ» مرة بعد مرة و «لَسْتَ مُرْسَلًا» فلم يعبئوا بأمره و لم يبالوا به و أجاب الله عن قولهم مرة بعد مرة و لم يتعرض لأمر القرآن و لم يذكر أنه أعظم آية للرسالة و كان من الواجب ذلك فقوله: «قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي
و بهذا يتأيد ما ذكره جمع و وردت به الروايات من طرق أئمة أهل البيت (ع) أن الآية نزلت في علي (ع) فلو انطبق قوله: «وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» على أحد ممن آمن بالنبي ص يومئذ لكان هو فقد كان أعلم الأمة بكتاب الله و تكاثرت الروايات الصحيحة على ذلك و لو لم يرد فيه إلا
قوله (ص) في حديث «1» الثقلين المتواتر من طرق الفريق: «لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»
لكان فيه كفاية.
(بحث روائي)
في البصائر، بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) يقول: في الآية: علي (ع):.
أقول: و رواه أيضا بأسانيد عن جابر و بريد بن معاوية و فضيل بن يسار عن أبي جعفر (ع) و بإسناده عن عبد الله بن بكير و عبد الله بن كثير الهاشمي عن أبي عبد الله (ع) و بإسناده عن سلمان الفارسي عن علي (ع).
و في الكافي، بإسناده عن بريد بن معاوية: في الآية قال: إيانا عنى و علي أولنا و أفضلنا- و خيرنا بعد النبي ص.
و في المعاني، بإسناده عن خلف بن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: سألت
______________________________
(1) و هو الحديث المعروف الذي رواه الفريقان عن جم غفير من الصحابة عن النبي صلى الله عليه و آله «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا». الحديث.
و في تفسير العياشي، عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر (ع): هذا ابن عبد الله بن سلام بن عمران- يزعم أن أباه الذي يقول الله: «قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» قال: كذب، هو علي بن أبي طالب.
و في تفسير البرهان، عن ابن شهرآشوب قال: عن محمد بن مسلم و أبي حمزة الثمالي و جابر بن يزيد عن أبي جعفر (ع) و علي بن فضال و فضيل بن داود عن أبي بصير عن الصادق (ع) و أحمد بن محمد الكلبي و محمد بن الفضيل عن الرضا (ع) و قد روي عن موسى بن جعفر (ع) و عن زيد بن علي و عن محمد بن الحنفية و عن سلمان الفارسي و عن أبي سعيد الخدري و إسماعيل السدي أنهم قالوا: في قوله تعالى: «قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» هو علي بن أبي طالب (ع).
و في تفسير البرهان، عن الثعلبي في تفسيره بإسناده عن معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس و روي عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر: أنه قيل له: زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام قال: لا ذلك علي بن أبي طالب.
و روي: أنه سئل سعيد بن جبير «وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» عبد الله بن سلام؟ قال: لا و كيف؟ و هذه السورة مكية:.
أقول: و رواه في الدر المنثور، عن سعيد بن منصور و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و النحاس في ناسخه عن ابن جبير.
و في تفسير البرهان، أيضا عن الفقيه ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن علي بن عابس قال: دخلت أنا و أبو مريم على عبد الله بن عطاء قال- يا أبا مريم حدث عليا بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر. قال: كنت عند أبي جعفر جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام. قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب. قال: لا و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز و جل: «وَ مَنْ عِنْدَهُ
عِلْمُ الْكِتابِ» «أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ- وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ» «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ» الآية.
و في الدر المنثور، أخرج ابن جرير و ابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال": قال عبد الله بن سلام: قد أنزل الله في القرآن «قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ».
أقول: و روي ما في معناه عن ابن مردويه عن زيد بن أسلم عن أبيه و عن جندب، و قد عرفت حال الرواية فيما تقدم،
و قد روي عن ابن المنذر عن الشعبي": ما نزل في عبد الله بن سلام شيء من القرآن.
نظرات شما عزیزان: